بدأت أمس فعاليات المؤتمر والمعرض العربي الدولي للألمنيوم “عربال 2017″ والذي تنظمه شركة صحار ألمنيوم وتستمر ثلاثة ايام بمنتجع بر الجصة بمشاركة أكثر من 550 وفداً من 35 دولة و64 متحدثاً من أبرز خبراء ورواد القطاعات ذات الصلة يستعرضون آفاق صناعة الألمنيوم ومدى مساهمتها في جهود التنويع الاقتصادي التي تنتهجها المنطقة إضافة إلى مناقشة أهم الفرص والتحديات في قطاع الألمنيوم.
رعى حفل الافتتاح صاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد، مساعد أمين عام مجلس الوزراء للمؤتمرات والذي قام أيضا بقص شريط افتتاح المعرض المصاحب.
وألقى صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد، مساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، الكلمة الرئيسية والتي ركز فيها على الدور الحيوي الذي يلعبه قطاع الألمنيوم في تحقيق استراتيجية السلطنة للتنويع الاقتصادي.
وقال: “لقد شهدت صناعة الألمنيوم في السلطنة تطوراً كبيراً في فترة زمنية قياسية، الأمر الذي رسخ مكانة السلطنة في القطاع عالمياً وساهم ببناء قاعدة معرفية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف: على الصعيد المحلي، فقد فتح القطاع آفاقاً تنموية جديدة للسلطنة وساهم في إيجاد فرص عمل للكوادر الوطنية”، مؤكدا على أهمية هذا القطاع الحيوي في تعزيز الرؤية المستقبلية للبلاد.
وأوضح أنه علينا تعزيز جهودنا لتوظيف الموارد الطبيعية التي تزخر بها السلطنة من أجل دفع عجلة التنويع الاقتصادي التي تتبناها حكومتنا الرشيدة”، إضافة الى تعزيز الموارد البشرية ليكونوا مساهمين وفاعلين في تطوير قطاع الصناعة بصفة عامة وصناعة الالمنيوم بصفة خاصة.
وقال محمد النقي، مؤسس ورئيس المؤتمر والمعرض العربي الدولي للألمنيوم “عربال”‘ في كلمته خلال افتتاح فعاليات المؤتمر: تعقد سلسلة مؤتمرات عربال على مدى 36 سنة بفضل التعاون وصدق المشاركة من أصحاب الشأن في مؤسساتنا المتعلقة بصناعة الالمنيوم، موضحا أن برنامج جلسات المؤتمر والمناقشات في هذه النسخة من المؤتمر ستؤتي ثمارها في صياغة منهجية متكاملة لمواجهة التحديات والصعاب التي يواجهها القطاع على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية وكذلك الاستفادة من الفرص التنموية الكامنة ومشاركة المعارف والخبرات من أجل بناء مستقبل مستدام لهذا القطاع الصناعي المهم.
كما قام المهندس سعيد بن محمد المسعودي، الرئيس التنفيذي لشركة صحار ألمنيوم وهي الجهة المنظمة لنسخة هذا العام من المؤتمر، لقد شهدت السلطنة منذ انطلاق النهضة المباركة تطوراً كبيراً في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وما كان لهذا الأمر أن يتحقق دون وجود استراتيجية ركزت على تحقيق التنمية الصناعية وإيجاد البنية التحتية المتطورة، والاستثمار في تطوير الشباب العماني، وقد شكلت بيئة الأعمال المتنوعة، والتقاليد العريقة وريادة الأعمال، إضافة إلى وجود رؤية جديدة لربط الأسواق، ركائز أساسية للتقدم الذي حققته السلطنة في هذا المجال.
تنويع الاقتصادي الوطني
وأوضح أنه تم تأسيس صحار ألمنيوم في عام 2004، في إطار استراتيجية السلطنة لتنويع الاقتصاد الوطني، وقد ارتبطت البدايات، كما هو الحاضر والمستقبل، بطموحات وآمال السلطنة في أن تكون مركزاً تجارياً عالمياً، يربط أسواق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ببعضها البعض، ولقد حققت الشركة إنجازاً تلو الآخر في مسيرة المساهمة في النمو والمشاركة الفاعلة في تطوير واحدة من أكثر الصناعات وأسرعها تطوراً في العالم، فلقد تم بناء أول مصهر للألمنيوم في السلطنة، حيث بدأت الشركة عملياتها التشغيلية بشكل كامل في عام 2008، وأصبحت تمتلك أطول خط لخلايا الإنتاج في العالم وأكبرها سعة في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين أصبحت الشركة أكبر مشروع يتم بناؤه في السلطنة بعيداً عن قطاع النفط والغاز.
وأشار إلى أن التذبذب الحاد في أسعار الألمنيوم وباقي السلع خلال الأعوام القليلة الماضية ولَّدَ العديد من التساؤلات حول قدرة قطاع صناعة الألمنيوم على مواصلة النمو والإزدهار، ويقدم القطاع الذي أصبح يشكل مصدراً مهماً للإيرادات، الإجابات الكافية على هذه التساؤلات، حيث تنتج صحار ألمنيوم نحو 380 ألف طن من الألمنيوم سنويا حيث تذهب نسبة 50 بالمائة للصناعات المحلية ويوجد حاليا 3 صناعات محلية تعتمد على مصنع الألمنيوم في الصناعات التي تقوم بها منها صناعة الدرفلة والكابلات وصناعات أخرى حيث هذه الصناعات تأخذ الألمنيوم من الشركة الخاصة بذلك والجزء الآخر يتم تصديره للأسواق العالمية.. موضحا ان نسبة مساهمة صحار للألمنيوم المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي يقدر بنحو واحد بالمائة دون الأخذ في الاعتبار لباقي الصناعات او الخدمات التي تقوم بإضافتها الشركة بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
وقال إن صحار المنيوم أسس منذ البداية على أساس وجود خطين للانتاح ويعمل الآن بخط واحد وتتم توسعة المصنع التي تأتي ضمن المشاريع التي تدرس حاليا في البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ) معربا عن أمله في أن يخرج البرنامج بتوصيات لإعداد دراسات إضافية حول التوسعة التي من شأنها أن تساهم في تعظيم الفائدة لمحافظة شمال الباطنة وزيادة نسبة مساهمة قطاع صناعة الالمنيوم في الناتج المحلي بالاقتصاد العماني.
وتتضمن فعاليات أول يومين من المؤتمر العديد من العروض التقديمية والحلقات والجلسات النقاشية، بينما يشهد اليوم الثالث اصطحاب ضيوف المؤتمر في جولة تفقدية لمرافق شركة صحار ألمنيوم. وعلى هامش المؤتمر، يقام معرض عربال 2017 الذي يأتي بمشاركة 43 شركة من أكبر منتجي ومصنعي الألمنيوم على مستوى العالم ونخبة من شركات الشق السفلي المحلية ومصاهر الألمنيوم في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، إضافة إلى وفد من شركة كيبيك ألمنيوم، رائدة قطاع الألمنيوم في كندا وعددٍ من وكالات تطوير التصدير التابعة لكيبيك.
وشهدت الجلسة الأولى من المؤتمر حضوراً مميزاً من قبل نخبة من أبرز صناع القرار وقادة شركات ومنتجي الألمنيوم في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط. وجاءت الجلسة بمشاركة أعضاء مؤتمر عربال الستة الذين يشكلون أكبر منتجين للألمنيوم في المنطقة، وتم خلالها تسليط الضوء على الحالة الاقتصادية العالمية وتحديات السوق، فضلاً عن أهمية إيجاد قطاع ألمنيوم مستدام يلبي الطلب العالمي المتزايد.
وتضمن جدول الأعمال عدداً من المواضيع الجديدة مثل إمكانية الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، وآليات التخزين، والأنظمة المبتكرة في قطاع الألمنيوم، وغيرها من المواضيع ذات الصلة. وفي سياق متصل، تضم إحدى تلك الجلسات ممثلين عن مجموعة من أبرز المؤسسات العالمية والجهات المعنية بقطاع الألمنيوم للتباحث حول المشهد الاقتصادي العالمي فيما يتعلق بالمنتجات المعدنية، حيث سيشارك فيها خبراء من بورصة لندن للمعادن، وثومسون رويترز، وبنك الصين الدولي، وهاربور للألمنيوم.
وشملت قائمة جلسات المؤتمر المميزة جلسة نقاشية ترأسها البروفيسور بول ستيفنز، الزميل لدى كاثام هاوس، حيث قدم خلالها دراسة بحثية تفصيلية حول مستقبل الغاز وتأثيره على قطاع الألمنيوم في المنطقة، كما قدم ممثل سوق لندن للمعادن عرضاً تقديمياً حول المخازن ومرافق التخزين للمنتجات المعدنية في جميع أنحاء العالم. وبالإضافة إلى ذلك، تضمنت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر جلسة نقاشية حول تأثير الضرائب في منطقة الخليج العربي والعوائق التجارية المختلفة والفرص الصناعية واتجاهات السوق وسُبل تعزيز حصصه في السوق العالمي.
ويشهد اليوم الثاني من المؤتمر انعقاد العديد من الجلسات النقاشية التي سيتم خلالها استعراض أبرز الرؤى والمواضيع المتعلقة بقطاع الألمنيوم.
الجدير بالذكر أن مؤتمر عربال 2017 يتضمن معرضاً دولياً مفتوحاً للحضور من المواطنين والمقيمين في جميع أنحاء السلطنة للتعرف على العديد من العروض والحلول التي يتم طرحها بواسطة أبرز الرواد والشركات الكبرى من جميع أنحاء العالم.