نظّمت شركة صحار ألمنيوم "ندوة تدوير الألمنيوم 2024: صياغة المستقبل" التي تُعد الأولى من نوعها في سلطنة عُمان، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة، في فندق جي دبليو ماريوت، مسقط.

وتمثّل هذه الندوة، التي أُقيمت بالتعاون مع هيئة البيئة، بمثابة منصة تجمع بين الجهات والمؤسسات المعنية بقطاع صناعة الألمنيوم في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الشركات المحلية العاملة في مجال إعادة التدوير، وحضور عدد من الأكاديميين ، حيث تطرّق المشاركون لمناقشة الوضع الحالي في سلطنة عُمان فيما يتعلق بقطاع صناعة وفرص تدويره وغيرها من الجونب والقضايا المتعلقة بهذا القطاع.

وقد شهدت أعمال الندوة تقديم العديد من أوراق العمل والدراسات والتجارب في مجال صناعة الألمنيوم وتدويره، حيث استهلّت الندوة بورقة عمل قدمتها مارلين بيرترام، مديرة السيناريوهات والتنبؤات بالمعهد الدولي للألمنيوم، فيما قدّم الدكتور ماجد المحاربي، أستاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس، ورقة عمل حول دراسة سابقة لاستخدام الألمنيوم المعاد تدويره في بعض التجارب العلمية. كما تضمّنت بعض العروض التقديمية والجلسات النقاشية خلال بعض الندوة استعراض ومناقشة أحدث التوجهات والتحديات وفرص الأعمال في مجال إعادة تدوير الألمنيوم، بما في ذلك الفرص التي تستهدف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. إضافة إلى ذلك، سلّطت بعض أوراق العمل الضوء على أبرز ممارسات الاستدامة، وتأثيرات التقدّم التكنولوجي والصناعي على عمليات التدوير.

من جانبٍ آخر، شارك مجموعة من المتخصصين في مجال صناعة الألمنيوم وإدارة البيئة والحفاظ عليها وقطاع إدارة النفايات والصحة والبيئة والسلامة، بالإضافة إلى غيرهم في المجال التجاري بتقديم عروض مرئية من بينهم المهندس عبدالله المفرجي، أخصائي بيئة بهيئة البيئة، وكريمة الرئيسي، من شركة بيئة، وحمد الجابري، مدير أول محطة توليد الكهرباء والصيانة في شركة صحار ألمنيوم، وحماد علي، المدير التجاري في الشركة العمانية لصناعات الألمنيوم التحويلية المحدودة، وبهارات ناتسان، مدير العمليات في الشركة العُمانية لدرفلة الألمنيوم، وأيمن الخروصي، رئيس الصحة والسلامة والبيئة والتعمين في شركة المسبوكات المترابطة.

 

 

 

 

وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل افتتاح الندوة، أشار المهندس سعيد بن محمد المسعودي، الرئيس التنفيذي لشركة صحار ألمنيوم بأن رؤية عُمان 2040 تهدف إلى تعزيز التكامل بين قطاعات الشق العلوي والسفلي  من أجل تعظيم مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، مؤكدًا أن قطاع إعادة تدوير الألمنيوم يمكن أن يُسهم بدوره في دعم هذا التكامل أيضًا، حيث يمكن أن تكون مخلفات شركة ما مادة خام يمكن الإستفادة منها من قبل شركة أخرى. وتماشيًا مع هذه الرؤية، نسعى للتعاون معًا لتحقيق الإستفادة من إعادة تدوير الألمنيوم في مختلف صناعتنا.

وأضاف المسعودي: نؤمن في صحار ألمنيوم إيمانًا راسخًا بأهمية الابتكار والاستدامة والاقتصاد الدائري، وبالرغم من أنّ هذه المبادرات منفصلة، إلا أنّها مترابطة أيضًا. وبالمثل، بينما نرسم مساراتنا الفردية، فمن المهم أن نتكاتف جميعًا من أجل تحقيق الهدف الأسمى المتمثّل في خدمة الاقتصاد العُماني والمجتمعات المحيطة بعملياتنا التشغيلية.

وتعليقًا على الجهود الوطنية نحو الاستخدام الأمثل للموارد، أكّـد نزار بن سالم العريمي، مدير دائرة البيئة بمحافظة شمال الباطنة على ضرورة الاهتمام بمبادئ الاقتصاد الدائري لحماية البيئة وتنمية المجتمع والاقتصاد وإدراجه في الرؤى الوطنية والاستراتيجية الاقتصادية، الأمر الذي يضمن تحقيق الإدارة السليمة لقطاع إدارة النفايات. كما أشار بأن هذا الأمر سيسهم في الالتزام بالمتطلّبات الوطنية لسلطنة عُمان، فضلاً عن إسهامه بشكل كبير في رفع التصنيف العالمي للدولة في الأداء البيئي.

الجدير بالذكر أن الدراسات كشفت بأنه يتم إعادة تدوير أكثر من 30 مليون طن من مخلفات الألمنيوم سنويًا، مما يضمن مكانتها كواحدة من أكثر المواد المعاد تدويرها على هذا الكوكب. ومن بين النتائج الرئيسية التي خرجت بها الندوة هي ضرورة تعزيز التعاون بين المصنّعين والمورّدين والعاملين في قطاع إعادة التدوير، بالإضافة إلى تحقيق الأتمتة وتوظيف التقنيات الحديثة المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة.

ومن خلال تبني ممارسات مستدامة، يمكن لسلطنة عُمان أن تظهر مساعيها وجهودها الدؤوبة من أجل تحقيق مستقبل أكثر اخضرارًا؛ إذ أكّدت أعمال الندوة على الحاجة إلى تبسيط التقنيات وتوفير حلول مستدامة عبر سلسلة التوريد.